فن التعامل و الإتيكيت وجهان لعملة واحدة
ما أجمل النظام وما أروعه في داخل الأسرة والمدرسة والمصنع والمسجد والشارع، وما أقبح الفوضى وما أفظعها في البيت والمدرسة والنادي والشوارع. ومن مهام الأنبياء العظيمة التي خصهم الله تعالى بها: تعليم الناس مكارم الأخلاق.
ويطلق بعض الناس على الفضائل ومحاسن الأخلاق لفظ الإتيكيت، ومن يطبق هذه القواعد فإنه شخص عالم بالإتيكيت وأصوله، ومن يخالف هذه اللوائح يسمى شحصاً جاهلاً بالإتيكيت وفنونه.
إن التعامل مع الناس فن من أهم الفنون نظراً لاختلاف طباعهم، فليس من السهل أبداً أن تحوز على احترام وتقدير الآخرين؛ وفي المقابل من السهل جداً أن تخسر كل ذلك، وكما يقال الهدم دائماً أسهل من البناء، فإن استطعت توفير بناء جيد من حسن التعامل فإن هذا سيسعدك أنت في المقام الأول لأنك ستشعر بحب الناس لك وحرصهم على مخالطتك، ويسعد من تخالط ويشعرهم بمتعة التعامل معك.
وعليه ينبغي أن تحتل قواعد التعامل مع الآخرين أو ما يسمى اصطلاحاً بأسس الإتيكيت مكاناً مميزاً بين اهتمامات الأفراد، لأن التعاملات المتحضرة تعطي مناخاً طيباً للمحادثات واللقاءات، وتجعل الحوارات تسير بشكلها اللائق دون عصبية أو انفعالات خاصة في ظل تزايد الاحتكاك والتعامل بين مختلف المجتمعات والأمم، وهو ما يحتم على أي شخص يريد لنفسه أن ينسجم مع عالمه المعاصر أن يعرف كيف يتعامل مع الآخرين، وكيف يكون كيِّساً في علاقاته، فطناً في آرائه، مراعياً لجميع المشاعر، مجاملاً دون تملق رقيقاً دون امتهان.
يستمد الإتيكيت عناصره من تراث الأمم والشعوب، وتمتد جذوره إلى تقاليد وقيم أصيلة عميقة في كيان المجتمعات المختلفة، يرجع أفضلها إلى أصول دينية، وتسير في مجملها على خط مواز لمكارم الأخلاق وحميد الصفات، وتهدف كلها إلى تقوية العلاقات العامة، وسيادة المودة والانسجام بين الناس. وإنه وإن كان للجماعات المختلفة نماذج معاملات تختلف في بعض التفاصيل وطرق الأداء، إلا أن فن الإتيكيت هو لغة المعاملة الراقية، المتفق عليها عالمياَ، خاصة في محافل المال والأعمال والسياسة والفنون والرياضة.حتى أصبح اتباع قواعد الإتيكيت مظهراً من مظاهر التمدن والرقي، وضرورة مهمة لمن يتعاملون مع الأجانب، أو يسافرون إلى الخارج.